رغبات الجسد الجزء الرابع
قالت ذلك وهي تأخذ الهدية من يد فارس الممدودة صوبها ، وهي مقتنعة من خلال شكلها أنها قارورة عطر ، لكنها وجدتها خفيفة بحيث لا يمكن أن تكون كذلـك ، وانتزعت الورقة البراقة عنها ، فوجدت طبقتين من الورق المقوى بينهما كدسة من الأوراق النقدية .
نعم لم تكن هدية فارس لألفت سوى مبلغ التسعة آلاف جنيه الذي كانت أعادته له صباح اليوم نفسه ، آه من هذا الفارس ما الذي يمكن لها أن تفعله حتى ترضى عن نفسها تجاهه .
- " لا أرجوكي بلاش دموع " قال فارس مازحاً بعد أن ترقرقت الدموع في عيني ألفت .
مد فارس يده ليمسح الدمعة عن خد التي أمسكت بيده وقبلتها كما فعلت مرة من قبل ، وأحس فارس بنعومة وطراوة خد ألفت ورقة يدها الممسكة بيده ، نظر إلى عينيها الواسعتين كأنهما فضاء من مشاعر الامتنان الصادق ، قترب بوجهه من وجهها فخفضت نظراتها بخجل فيما أحست بشفتيه تلمسان جبهتها باحترام بالغ ، فاصطبغ وجهها باحمرار رائع .
- " أنا باستأذن ومتشكر قوي على الأكل الطعم وعلى الفستان الرائع ، ده شانيل صح ؟ "
- " " هو انا شكلي بتاع شانيل يا بيه ، لأ طبعاً ، ده من خان الخليلي "
قالت ألفت وهي تضحك ضحكة من القلب كما لم تضحك من قبل ، وضحك معها فارس .
اقترب فارس من قبة الفستان متظاهراً أنه يحاول معرفة ماركته ، ولمست يده رقبة ألفت من الخلف ، فأحست كأن موجات من الكهرباء تدغدغ جسدها ، وشعرت أن فتسانها يضيق على جسدها وأن نهديها يحاولان الخروج من السوتيان في شهوة عارمة اجتاحتها بتلك اللمسة .
كانت ألفت محتارة في شعورها نحو فارس ، ولا تعلم هل هي تشتهيه كرجل ، أم أنها تفكر به بتلك الطريقة نتيجة مواقفه معها ، ثم أنه يصغرها بأربع سنوات أو أكثر ، ولكن ما أحست به حين لمست يده رقبتها جعلها تتأكد من أنها تتمنى لو تكون بين ذراعيه يعريها بنفسه وأن تحس بثقل جسمه فوق جسمها وهو يدفع أيره في كسها ، وغالبت نفسها حتى لا تستدير وتحيطه بذراعيها وتنهمر عليه بالقبلات .
وأحس فارس أنها مرتبكة .
- " مالك ؟؟ إنتي بتغيري من رقابتك ؟"
- " لا يا بيه مش بغير ، بس يمكن لأنها أول مرة في حياتي بكون لوحدي مع راجل غير جوزي وبحس إني قريّبة منه كده "
( 15 )
كانت كلماتها التي قالتها بعفوية تحمل رسالة أنثوية واضحة فهمها فارس ، ولكنه فضّل أن تجري الأمور بالشكل الذي يجعل ألفت أكثر تفهماً له ، خصوصاً وأن ما عانته مع زوجها جعلها شديدة الحساسية ، وهو لا يريد أن يقوم بأي أمر قد يؤذي حساسيتها تلك ، بل عليه انتظار الوقت المناسب .
ورأى فارس ما أراد أن يراه من معلومات مكتوبة على بطاقة الفستان القماشية ، ثم غادر تاركاً ألفت في حيرة من تصرفاته تلك .
وقفت ألفت أمام المرآة ونظرت لنفسها في ذلك الفستان ، هل هي جميلة حقاً إلى الحدّ الذي يوحي به كلام فارس بيه ؟؟ أم هو يتغزّل بالفستان فقط وليس بصاحبته ؟
وهل يشتهيها ويرغب بها كما تشتهيه هي وترغب به ؟؟ أم أنه لا يرى منها سوى الفستان ؟
وماذا لو كان الفستان أقصر قليلاً ؟ فكرت وهي ترفع طرفه عن ساقيها وتتأمل فخذيها الملفوفتين برشاقة ونعومة ، وماذا لو كانت القبة واسعة وتكشف عن صدرها المكتنز ؟ فكرت أيضاً وهي تضع يديها تحت نهديها وتتحسسهما .
خلعت فستانها ووقفت من جديد أمام المرآة وليس عليها سو حاملة الصدر التي تحتضن نهديها المكتنزين والكيلوت الصغير الذي تكاد شفتا كسها الغليظتين تبرزان من جانبيه ولا يغطي من طيزها المتكورة بروعة سوى الجزء البسيط .
لم لا ؟ تساءلت في نفسها ، مهما فعلت لن أفي هذا الشاب ما قام بي لأجلي ، وسواء كان رداً للجميل أم رغبة مني كامرأة في أن أكون ملكاً لهذا الرجل ، فإنني لن أرفض أو أصده لو حاول التقرب مني .
الفصل الرابع
(فارس وألفت ومتعة الجنس)
( 16 )
دخل فارس إلى مكتبه بعد أن القى تحية الصباح المعتادة على مدام ألفت وتابع سيره وكأن غير عابئ بها أو ليست هي نفسها المرأة التي تناول العشاء معها أمس وتغزّل بفستانها وأعاد لها النقود التي كانت أعطتها له ، وزادت حيرتها .
استمر فارس على تصرفه نفسه مع ألفت ليومين متتاليين ، بحيث كان يكلمها باختصار شديد وفي أمور العمل فقط ، حتى جاء موعد العطلة الأسبوعية ، فدخلت ألفت مكتبه .
- " فارس بيه ، عاوز حاجة تانية مني قبل ما أروّح ؟ " .
- " أيوه لو سمحتي .. أرنبية ومحشي " .
- " عفواً .. يعني تحب أجيبلك هنا أنبية ومحشي !! ؟ " .
- " لأ .. بكرا يوم عطلة ومحسن بيه والوالدة مسافرين ، فقلت يا ريت ابقى اتعشى اليوم عندك عشا لذيذ زي المرة اللي فاتت ، ولا انتي يعني شايفاها تقيلة مني إني بعزم نفسي كل مرة " .
- " يا خبر يا بيه .. من عينيا .. بس اليوم ملوخية بالفراخ وكفتة بالطحينة " .
- " إنتي بتعرفي ازاي الأكل اللي بحبه ؟؟؟ ... وعلى فكرة .. أنا حابب تلبسي الفستان الشانيل اياه أصله حلو عليكي قوي " .
أحست ألفت بفرح يغمرها ، وغادرت بعد أن نبّهت فارس بأن أكلها الطيب سيجعله يأكل أصابعه وراءه .
ولكن لماذا أراد منها أن تلبس نفس الفستان ؟ في الواقع أن أول ما طرأ على تفكيرها حين علمت بأنه سيحضر على العشاء هو أن تبدو أمامه بثوب جديد ترتديه للمناسبة ، ولا بد أن يكون سواريه كما يحب ، ومن ماركة شانيل أيضاً ، ولكنها لا تملك سوى ذلك الفستان الوحيد ، وكانت تفكر في شراء ثوب شانيل مهما بلغ ثمنه ، فلديها النقود التي أعادها لها فارس ، ولكن كلامه أزال عنها عناء وكلفة البحث عن ثوب جديد .
وطالما أنه يحي أن يراها في ثوب السواريه ألأخضر فلسوف ترتديه لأجل عينيه .
( 17 )
حضر فارس مساء ، وفي يده هذه المرة كيساً كبيراً فيه ثلاث علب ، وكانت ألفت قد أعدت العشاء ووضعته على الطاولة ، وكالمرة السابقة ، راح فارس يزدرد الطعام بنهم وهو يثني على شطارة ألفت في الطهي .
انتهى العشاء ، وجلسا على الأريكة ، وتناول فارس كيس الهدايا ووضعه بينه وبين ألفت ، وفتح بنفسه العلبة الأولى ، وأخرج منها تايوراً أزرق مؤلف من تنورة وجاكيت ومعهما قميص بلون النيل وربطة عنق نسائية كحلية ، يدل شكلها جميعاً وتناسبها على زوق كبير .
- " دي حاجة قلت تليق بيكي .. واتمنى لو تجربيها علشان لو مش مقاسك أبدلها " .
أخذت ألفت التايور ودخلت غرفة نومها وهي تكاد تطير من الفرح ، ثم خرجت وهـي ترتديه ، وبدت رائعة في لونه الأزرق الفاتح .
- " حلو قوي عليكي .. هياكل حتة منك .. مقاسك بالزبط ، صح ؟؟ " .
- " أيوة .. لكن حضرتك عرفتي مقاسي ازاي ؟ " ثم تذكرت عندما قرأ بطاقة ثوبها ، وعرفت أنه كان يقصد قراءة مقاس لبسها وليس معرفة ماركة الفستان .
- " بلاش حضرتك دي وإلا هزعل .. ودلوقتي ممكن تجربي دول كمان " .
وفتح العلبة الثانية وأخرج منها ثوب سهرة سواريه بلون وردي مزين بزراكش من التول الفاتح اللون ، ولفتتها الكلمة المكتوبة على العلبة : Chanell ، آه هذا لا يصدق .
- " تسمحي دلوقت أشوف الشانيل عليكي بقى " .
ورضخت لطلبه ، ودخلت لتخرج بالفستان الشانيل الذي كان يلائم جسمها تماماً ، كان كما كانت تحلم دائماً من النوع الذي لا تحتاج تحته لسوتيان ، وبقبة واسعة تكشف عن مساحة وافية من صدرها وتبرز شكل وجمال نهديها المتكنزين ، وكان مشقوقاً من جانبه حتى منتصف فخذها الأيسر وظهره عبارة عن شبكة من الأربطة تمتد حتى منتصف الظهر وتكشف أكثر مما تستر .
- " يجنن عليكي .. " قال فارس وهو يلتهم ألفت بنظرات الشهوة والرغبة التي انتبهت لها بسعادة بالغة ، فلقد عرفت الآن أن ما يعجبه هو جسمها الذي يعطي للفستان رونقه وجماله ، وليس الفستان نفسه ، وهي أيضاً اشتهته بقوة متساءلة متى يغمرها بين ذراعيه وتحس بشفتيه فوق شفتيها وتستسلم له ليفعل بها ما يريد .
ونظرت إليه بخجل كأنها تخشى أن يقرأ أفكارها ، أو يعرف كم أنها تتمنى أن تكون لعبة بين يديه يتمتع بها وبجسمها .
( 18 )
أخرج فارس العلبة الثالثة من الكيس وكانت من نفس ماركة شانيل ولم يفتحها ، بل ناولها لألفت .
- " دي بقى حاجة يمكن تحبي ترتاحي فيها لما تكوني لوحدك وتكون الدنيا حرّ " .
فتحت ألفت العلبة ، فوجدت فيها ثوبين شفافين للنوم أحدهما أسود والثاني أحمر مع كل منهما كيلوت بادي وسوتيان ذات قماش رقيق وشفاف ، ومن جديد غلبتها الدموع وأمسكت بيده فقبلتها في تعبير رائع عن تقديرها له وهي تتمتم بكلمات الشكر ، فمد فارس يده ليمسح دمعتها عـن خدها ، وبقيت يده فوق خدها الناعم ، فاقترب بوجهه من وجهها ولمس بشفتيه وجنتها الدافئة .
بقيت شفتا فارس فوق خد ألفت التي لم تمانع أو تتحرك ، أما فارس فعاود تقبيل خدها ولكن هذه المرة عند طرف شفتيها ثم وضع يده تحت ذقنها ليرفع رأسها قليلاً وينظر في عينيها ويقترب بشفتيه من شفتيها ويلمسهما بقبلة رقيقة أحست بأن فيها من الحنان والعاطفة أضعافاً مضاعفة مما يمكن أن تحتويه من رغبة وشهوة .
- " فارس بيه .... أرجوك .... " قالت ألفت بخجل وهي تشعر بسعادة غامرة في قلبها وتتمنى في نفسها ألا يتوقف عما يفعله .
- " لأ .. أنا اللي أرجوكي ألفت ... بعدين قلتلك بلاش بيه دي ، إحنا مش في الشغل " .
قال فارس ذلك لها وهو يغمرها بين ذرعيها ويطبق بشفتيه على شفتيها في قبلة هادئة ناعمة ، استسلمت لها ألفت مغمضة عينيها وكأنها تعيش حلماً ، ثم انتقل إلى عنقها في قبلات رقيقة متتابعة تخللتها نقرات من لسانه فوق بشرتها المرمرية الجذابة فشعرت كأن ريشة سحرية تمسح جسدها لتوقد مشاعر أنوثتها وأحاسيسها في أتون الشهوة ، وأحست بيده تضم نهدها الأيسر وتدعكه في مداعبة لذيذة جعلت كسها الهائج يتبلل بقوة .
شعرت ألفت كأن قلبها يقع تحت قدميها ، لم يحصل أبداً أن أعطاها زوجها الفظ والبغيض مثل هذا الشعور الرائع بحنان الرجل ، ذاك الحيوان كان يتمتع بضربها ودموعها وهو يجبرها على أمور يقصد بها إذلالها ، وهذا الفارس الرائع يعطيها ، وبطريقة تدل على حرصه على أنوثتها ومشاعرها ، الحنان الذي لطالما تمنته وحلمت به ، والذي بقيت محرومة منه سنوات وسنوات .
خبأت وجهها في صدر فارس وكأنها تريد المزيد من الحنان والأمان ، هذا أكثر ما يمكن لأنثى مظلومة وخائفة أن تتمناه من الرجل ، الحنان والأمان ، ومقابلهما لن تبخل عليه بشيء .
وكأن فارس قرأ أفكارها ، فضمها إلى صدره واضعاً يده خلف رأسها ، وغمرها بيده الأخرى ومال للوراء وجذبها معه حتى بات مستلقياً فوق الأريكة وهي فوقه .
( 19 )
رفع فارس رأس ألفت بيده وجذبها صوبه ومن جديد اقترب بشفتيه من شفتيها ، ولكنه هذه المرة راح يقبلهما بشغف فيما استلمت له تلك الأنثى الضعيفة وألقت بجسدها الذي دبت فيه الشهوة فوق جسده ، وأحس بصدرها يضغط على صدره وكأنه رفاص لذيذ وبجسدها اللدن يهتز بين ذراعيه ، فما كانت يداه تسرح وتمرح على ظهرها ثم تنزل لتمر فوق طيزها وأحست بيده تقرص طيزها بلطف ثم تدخل في شق فستان السهرة الوردي الذي كانت لا تزال ترتديه لتصل إلى ساقيها ، وسعرت بكفه يلمس فخذيها ويتحسس نعومتهما فيما قبلاته تشعل فيها مشاعر ظنت أنها قد انتهت ولم يعد لها وجود في قلبها وجسدها .
وكمعزوفة موسيقية هادئة أخذ فارس يمرغ شفتيه على رقبة ألفت اللدنة الشهية ، وأحس بها تغمره وهي تتنهد وتتنفس بصوت مسموع .
كان الكلام منعدماً خلال ذلك وكأنهما نسيا الحروف والكلمات ، كانت لغة الجسد هي الوحيدة الطاغية ، مصحوبة بآهات ألفت وأنينها المعبر عن مدى متعتها ولذتها بما يقوم به فارس ، وبدأت تتجاوب أكثر مع لمساته وقبلاته خصوصا وأن يده التي كانت تتلذذ بنعومة ساقيها دخلت بين فخذيها فوق الكيلوت الرقيق لتتحسس كسها الصغير ، فباعدت ألفت بين ساقيها لتترك له مجالاً أكثر ليداعب كسها الذي وضع فارس كف يده فوقه من خرج الكيلوت وأخذ يدعكه متحسساً بإصبعه الشق بين شفتيه الصغيرتين ، فيما أغمضت هي عينيها لتتنعم بالأحاسيس الرائعة التي أثارها فارس في جسدها الأنثوي الجميل .
أحست بفارس يقف ثم حملها بين ذراعيه كما يفعل العريس بعروسه ليلة الدخلة ، وأسعدها ذلك جداً ، فهي لم تنعم بذلك الشعور ليلة دخلتها ، بل كانت تلك الليلة ليلة مشؤومة بالنسبة لها حين أحست بذلك الأبله زوجها يفترسها بأنانية بالغة كالكلب المسعور ، غير آبه بمشاعرها وغير مبال بأنوثتها ، ودخل بها فارس إلى غرفة النوم ووضعها على ظهرها فوق السرير ومال فوقها يقبل شفتيها مجدداً فيما يده تجتاح بطنها صعوداً نحو صدرها ليعتصر نهديها الكبيرين واحداً بعد الآخر ، وهو يتذكر نهدي سيلين اللذان كانا أكبر من نهدي ألفت ، ولكن نهدي ألفت يبدوان أكثر صلابة .
كانت رغبة ألفت قد اشتعلت في جسدها بقوة ، وهي التي لم تعرف يوماً هذا النوع مـن الجنس المجبول بالعاطفة والرقة والمليء بالحنان ، أين زوجها البغل الفظ ذو الطلبات الدنيئة والأناني الذي كان كل همه إفراغ الحليب من خصيتيه داخل كسها والذي لا يهتم سوى بإشباع رغبته ولا يعطي اعتبار لحاجاتها ورغباتها ، أي هو من هذا الجنتلمان الكريم والرائع الذي يعاملها بهذه الرقة وبهذا العطف وكأنها أميرة ويعطيها أجمل الأحاسيس في جسدها وفي مشاعرها وأنوثتها .
كانت تقول دائماً لنفسها أنها مهما فعلت لن ترد لفارس جميله عليها ، فهل يمكن لما يحصل بينهما الآن أن يمكنها من رد بعض ما هي مدينة له به ؟
نعم لم تكن هدية فارس لألفت سوى مبلغ التسعة آلاف جنيه الذي كانت أعادته له صباح اليوم نفسه ، آه من هذا الفارس ما الذي يمكن لها أن تفعله حتى ترضى عن نفسها تجاهه .
- " لا أرجوكي بلاش دموع " قال فارس مازحاً بعد أن ترقرقت الدموع في عيني ألفت .
مد فارس يده ليمسح الدمعة عن خد التي أمسكت بيده وقبلتها كما فعلت مرة من قبل ، وأحس فارس بنعومة وطراوة خد ألفت ورقة يدها الممسكة بيده ، نظر إلى عينيها الواسعتين كأنهما فضاء من مشاعر الامتنان الصادق ، قترب بوجهه من وجهها فخفضت نظراتها بخجل فيما أحست بشفتيه تلمسان جبهتها باحترام بالغ ، فاصطبغ وجهها باحمرار رائع .
- " أنا باستأذن ومتشكر قوي على الأكل الطعم وعلى الفستان الرائع ، ده شانيل صح ؟ "
- " " هو انا شكلي بتاع شانيل يا بيه ، لأ طبعاً ، ده من خان الخليلي "
قالت ألفت وهي تضحك ضحكة من القلب كما لم تضحك من قبل ، وضحك معها فارس .
اقترب فارس من قبة الفستان متظاهراً أنه يحاول معرفة ماركته ، ولمست يده رقبة ألفت من الخلف ، فأحست كأن موجات من الكهرباء تدغدغ جسدها ، وشعرت أن فتسانها يضيق على جسدها وأن نهديها يحاولان الخروج من السوتيان في شهوة عارمة اجتاحتها بتلك اللمسة .
كانت ألفت محتارة في شعورها نحو فارس ، ولا تعلم هل هي تشتهيه كرجل ، أم أنها تفكر به بتلك الطريقة نتيجة مواقفه معها ، ثم أنه يصغرها بأربع سنوات أو أكثر ، ولكن ما أحست به حين لمست يده رقبتها جعلها تتأكد من أنها تتمنى لو تكون بين ذراعيه يعريها بنفسه وأن تحس بثقل جسمه فوق جسمها وهو يدفع أيره في كسها ، وغالبت نفسها حتى لا تستدير وتحيطه بذراعيها وتنهمر عليه بالقبلات .
وأحس فارس أنها مرتبكة .
- " مالك ؟؟ إنتي بتغيري من رقابتك ؟"
- " لا يا بيه مش بغير ، بس يمكن لأنها أول مرة في حياتي بكون لوحدي مع راجل غير جوزي وبحس إني قريّبة منه كده "
( 15 )
كانت كلماتها التي قالتها بعفوية تحمل رسالة أنثوية واضحة فهمها فارس ، ولكنه فضّل أن تجري الأمور بالشكل الذي يجعل ألفت أكثر تفهماً له ، خصوصاً وأن ما عانته مع زوجها جعلها شديدة الحساسية ، وهو لا يريد أن يقوم بأي أمر قد يؤذي حساسيتها تلك ، بل عليه انتظار الوقت المناسب .
ورأى فارس ما أراد أن يراه من معلومات مكتوبة على بطاقة الفستان القماشية ، ثم غادر تاركاً ألفت في حيرة من تصرفاته تلك .
وقفت ألفت أمام المرآة ونظرت لنفسها في ذلك الفستان ، هل هي جميلة حقاً إلى الحدّ الذي يوحي به كلام فارس بيه ؟؟ أم هو يتغزّل بالفستان فقط وليس بصاحبته ؟
وهل يشتهيها ويرغب بها كما تشتهيه هي وترغب به ؟؟ أم أنه لا يرى منها سوى الفستان ؟
وماذا لو كان الفستان أقصر قليلاً ؟ فكرت وهي ترفع طرفه عن ساقيها وتتأمل فخذيها الملفوفتين برشاقة ونعومة ، وماذا لو كانت القبة واسعة وتكشف عن صدرها المكتنز ؟ فكرت أيضاً وهي تضع يديها تحت نهديها وتتحسسهما .
خلعت فستانها ووقفت من جديد أمام المرآة وليس عليها سو حاملة الصدر التي تحتضن نهديها المكتنزين والكيلوت الصغير الذي تكاد شفتا كسها الغليظتين تبرزان من جانبيه ولا يغطي من طيزها المتكورة بروعة سوى الجزء البسيط .
لم لا ؟ تساءلت في نفسها ، مهما فعلت لن أفي هذا الشاب ما قام بي لأجلي ، وسواء كان رداً للجميل أم رغبة مني كامرأة في أن أكون ملكاً لهذا الرجل ، فإنني لن أرفض أو أصده لو حاول التقرب مني .
الفصل الرابع
(فارس وألفت ومتعة الجنس)
( 16 )
دخل فارس إلى مكتبه بعد أن القى تحية الصباح المعتادة على مدام ألفت وتابع سيره وكأن غير عابئ بها أو ليست هي نفسها المرأة التي تناول العشاء معها أمس وتغزّل بفستانها وأعاد لها النقود التي كانت أعطتها له ، وزادت حيرتها .
استمر فارس على تصرفه نفسه مع ألفت ليومين متتاليين ، بحيث كان يكلمها باختصار شديد وفي أمور العمل فقط ، حتى جاء موعد العطلة الأسبوعية ، فدخلت ألفت مكتبه .
- " فارس بيه ، عاوز حاجة تانية مني قبل ما أروّح ؟ " .
- " أيوه لو سمحتي .. أرنبية ومحشي " .
- " عفواً .. يعني تحب أجيبلك هنا أنبية ومحشي !! ؟ " .
- " لأ .. بكرا يوم عطلة ومحسن بيه والوالدة مسافرين ، فقلت يا ريت ابقى اتعشى اليوم عندك عشا لذيذ زي المرة اللي فاتت ، ولا انتي يعني شايفاها تقيلة مني إني بعزم نفسي كل مرة " .
- " يا خبر يا بيه .. من عينيا .. بس اليوم ملوخية بالفراخ وكفتة بالطحينة " .
- " إنتي بتعرفي ازاي الأكل اللي بحبه ؟؟؟ ... وعلى فكرة .. أنا حابب تلبسي الفستان الشانيل اياه أصله حلو عليكي قوي " .
أحست ألفت بفرح يغمرها ، وغادرت بعد أن نبّهت فارس بأن أكلها الطيب سيجعله يأكل أصابعه وراءه .
ولكن لماذا أراد منها أن تلبس نفس الفستان ؟ في الواقع أن أول ما طرأ على تفكيرها حين علمت بأنه سيحضر على العشاء هو أن تبدو أمامه بثوب جديد ترتديه للمناسبة ، ولا بد أن يكون سواريه كما يحب ، ومن ماركة شانيل أيضاً ، ولكنها لا تملك سوى ذلك الفستان الوحيد ، وكانت تفكر في شراء ثوب شانيل مهما بلغ ثمنه ، فلديها النقود التي أعادها لها فارس ، ولكن كلامه أزال عنها عناء وكلفة البحث عن ثوب جديد .
وطالما أنه يحي أن يراها في ثوب السواريه ألأخضر فلسوف ترتديه لأجل عينيه .
( 17 )
حضر فارس مساء ، وفي يده هذه المرة كيساً كبيراً فيه ثلاث علب ، وكانت ألفت قد أعدت العشاء ووضعته على الطاولة ، وكالمرة السابقة ، راح فارس يزدرد الطعام بنهم وهو يثني على شطارة ألفت في الطهي .
انتهى العشاء ، وجلسا على الأريكة ، وتناول فارس كيس الهدايا ووضعه بينه وبين ألفت ، وفتح بنفسه العلبة الأولى ، وأخرج منها تايوراً أزرق مؤلف من تنورة وجاكيت ومعهما قميص بلون النيل وربطة عنق نسائية كحلية ، يدل شكلها جميعاً وتناسبها على زوق كبير .
- " دي حاجة قلت تليق بيكي .. واتمنى لو تجربيها علشان لو مش مقاسك أبدلها " .
أخذت ألفت التايور ودخلت غرفة نومها وهي تكاد تطير من الفرح ، ثم خرجت وهـي ترتديه ، وبدت رائعة في لونه الأزرق الفاتح .
- " حلو قوي عليكي .. هياكل حتة منك .. مقاسك بالزبط ، صح ؟؟ " .
- " أيوة .. لكن حضرتك عرفتي مقاسي ازاي ؟ " ثم تذكرت عندما قرأ بطاقة ثوبها ، وعرفت أنه كان يقصد قراءة مقاس لبسها وليس معرفة ماركة الفستان .
- " بلاش حضرتك دي وإلا هزعل .. ودلوقتي ممكن تجربي دول كمان " .
وفتح العلبة الثانية وأخرج منها ثوب سهرة سواريه بلون وردي مزين بزراكش من التول الفاتح اللون ، ولفتتها الكلمة المكتوبة على العلبة : Chanell ، آه هذا لا يصدق .
- " تسمحي دلوقت أشوف الشانيل عليكي بقى " .
ورضخت لطلبه ، ودخلت لتخرج بالفستان الشانيل الذي كان يلائم جسمها تماماً ، كان كما كانت تحلم دائماً من النوع الذي لا تحتاج تحته لسوتيان ، وبقبة واسعة تكشف عن مساحة وافية من صدرها وتبرز شكل وجمال نهديها المتكنزين ، وكان مشقوقاً من جانبه حتى منتصف فخذها الأيسر وظهره عبارة عن شبكة من الأربطة تمتد حتى منتصف الظهر وتكشف أكثر مما تستر .
- " يجنن عليكي .. " قال فارس وهو يلتهم ألفت بنظرات الشهوة والرغبة التي انتبهت لها بسعادة بالغة ، فلقد عرفت الآن أن ما يعجبه هو جسمها الذي يعطي للفستان رونقه وجماله ، وليس الفستان نفسه ، وهي أيضاً اشتهته بقوة متساءلة متى يغمرها بين ذراعيه وتحس بشفتيه فوق شفتيها وتستسلم له ليفعل بها ما يريد .
ونظرت إليه بخجل كأنها تخشى أن يقرأ أفكارها ، أو يعرف كم أنها تتمنى أن تكون لعبة بين يديه يتمتع بها وبجسمها .
( 18 )
أخرج فارس العلبة الثالثة من الكيس وكانت من نفس ماركة شانيل ولم يفتحها ، بل ناولها لألفت .
- " دي بقى حاجة يمكن تحبي ترتاحي فيها لما تكوني لوحدك وتكون الدنيا حرّ " .
فتحت ألفت العلبة ، فوجدت فيها ثوبين شفافين للنوم أحدهما أسود والثاني أحمر مع كل منهما كيلوت بادي وسوتيان ذات قماش رقيق وشفاف ، ومن جديد غلبتها الدموع وأمسكت بيده فقبلتها في تعبير رائع عن تقديرها له وهي تتمتم بكلمات الشكر ، فمد فارس يده ليمسح دمعتها عـن خدها ، وبقيت يده فوق خدها الناعم ، فاقترب بوجهه من وجهها ولمس بشفتيه وجنتها الدافئة .
بقيت شفتا فارس فوق خد ألفت التي لم تمانع أو تتحرك ، أما فارس فعاود تقبيل خدها ولكن هذه المرة عند طرف شفتيها ثم وضع يده تحت ذقنها ليرفع رأسها قليلاً وينظر في عينيها ويقترب بشفتيه من شفتيها ويلمسهما بقبلة رقيقة أحست بأن فيها من الحنان والعاطفة أضعافاً مضاعفة مما يمكن أن تحتويه من رغبة وشهوة .
- " فارس بيه .... أرجوك .... " قالت ألفت بخجل وهي تشعر بسعادة غامرة في قلبها وتتمنى في نفسها ألا يتوقف عما يفعله .
- " لأ .. أنا اللي أرجوكي ألفت ... بعدين قلتلك بلاش بيه دي ، إحنا مش في الشغل " .
قال فارس ذلك لها وهو يغمرها بين ذرعيها ويطبق بشفتيه على شفتيها في قبلة هادئة ناعمة ، استسلمت لها ألفت مغمضة عينيها وكأنها تعيش حلماً ، ثم انتقل إلى عنقها في قبلات رقيقة متتابعة تخللتها نقرات من لسانه فوق بشرتها المرمرية الجذابة فشعرت كأن ريشة سحرية تمسح جسدها لتوقد مشاعر أنوثتها وأحاسيسها في أتون الشهوة ، وأحست بيده تضم نهدها الأيسر وتدعكه في مداعبة لذيذة جعلت كسها الهائج يتبلل بقوة .
شعرت ألفت كأن قلبها يقع تحت قدميها ، لم يحصل أبداً أن أعطاها زوجها الفظ والبغيض مثل هذا الشعور الرائع بحنان الرجل ، ذاك الحيوان كان يتمتع بضربها ودموعها وهو يجبرها على أمور يقصد بها إذلالها ، وهذا الفارس الرائع يعطيها ، وبطريقة تدل على حرصه على أنوثتها ومشاعرها ، الحنان الذي لطالما تمنته وحلمت به ، والذي بقيت محرومة منه سنوات وسنوات .
خبأت وجهها في صدر فارس وكأنها تريد المزيد من الحنان والأمان ، هذا أكثر ما يمكن لأنثى مظلومة وخائفة أن تتمناه من الرجل ، الحنان والأمان ، ومقابلهما لن تبخل عليه بشيء .
وكأن فارس قرأ أفكارها ، فضمها إلى صدره واضعاً يده خلف رأسها ، وغمرها بيده الأخرى ومال للوراء وجذبها معه حتى بات مستلقياً فوق الأريكة وهي فوقه .
( 19 )
رفع فارس رأس ألفت بيده وجذبها صوبه ومن جديد اقترب بشفتيه من شفتيها ، ولكنه هذه المرة راح يقبلهما بشغف فيما استلمت له تلك الأنثى الضعيفة وألقت بجسدها الذي دبت فيه الشهوة فوق جسده ، وأحس بصدرها يضغط على صدره وكأنه رفاص لذيذ وبجسدها اللدن يهتز بين ذراعيه ، فما كانت يداه تسرح وتمرح على ظهرها ثم تنزل لتمر فوق طيزها وأحست بيده تقرص طيزها بلطف ثم تدخل في شق فستان السهرة الوردي الذي كانت لا تزال ترتديه لتصل إلى ساقيها ، وسعرت بكفه يلمس فخذيها ويتحسس نعومتهما فيما قبلاته تشعل فيها مشاعر ظنت أنها قد انتهت ولم يعد لها وجود في قلبها وجسدها .
وكمعزوفة موسيقية هادئة أخذ فارس يمرغ شفتيه على رقبة ألفت اللدنة الشهية ، وأحس بها تغمره وهي تتنهد وتتنفس بصوت مسموع .
كان الكلام منعدماً خلال ذلك وكأنهما نسيا الحروف والكلمات ، كانت لغة الجسد هي الوحيدة الطاغية ، مصحوبة بآهات ألفت وأنينها المعبر عن مدى متعتها ولذتها بما يقوم به فارس ، وبدأت تتجاوب أكثر مع لمساته وقبلاته خصوصا وأن يده التي كانت تتلذذ بنعومة ساقيها دخلت بين فخذيها فوق الكيلوت الرقيق لتتحسس كسها الصغير ، فباعدت ألفت بين ساقيها لتترك له مجالاً أكثر ليداعب كسها الذي وضع فارس كف يده فوقه من خرج الكيلوت وأخذ يدعكه متحسساً بإصبعه الشق بين شفتيه الصغيرتين ، فيما أغمضت هي عينيها لتتنعم بالأحاسيس الرائعة التي أثارها فارس في جسدها الأنثوي الجميل .
أحست بفارس يقف ثم حملها بين ذراعيه كما يفعل العريس بعروسه ليلة الدخلة ، وأسعدها ذلك جداً ، فهي لم تنعم بذلك الشعور ليلة دخلتها ، بل كانت تلك الليلة ليلة مشؤومة بالنسبة لها حين أحست بذلك الأبله زوجها يفترسها بأنانية بالغة كالكلب المسعور ، غير آبه بمشاعرها وغير مبال بأنوثتها ، ودخل بها فارس إلى غرفة النوم ووضعها على ظهرها فوق السرير ومال فوقها يقبل شفتيها مجدداً فيما يده تجتاح بطنها صعوداً نحو صدرها ليعتصر نهديها الكبيرين واحداً بعد الآخر ، وهو يتذكر نهدي سيلين اللذان كانا أكبر من نهدي ألفت ، ولكن نهدي ألفت يبدوان أكثر صلابة .
كانت رغبة ألفت قد اشتعلت في جسدها بقوة ، وهي التي لم تعرف يوماً هذا النوع مـن الجنس المجبول بالعاطفة والرقة والمليء بالحنان ، أين زوجها البغل الفظ ذو الطلبات الدنيئة والأناني الذي كان كل همه إفراغ الحليب من خصيتيه داخل كسها والذي لا يهتم سوى بإشباع رغبته ولا يعطي اعتبار لحاجاتها ورغباتها ، أي هو من هذا الجنتلمان الكريم والرائع الذي يعاملها بهذه الرقة وبهذا العطف وكأنها أميرة ويعطيها أجمل الأحاسيس في جسدها وفي مشاعرها وأنوثتها .
كانت تقول دائماً لنفسها أنها مهما فعلت لن ترد لفارس جميله عليها ، فهل يمكن لما يحصل بينهما الآن أن يمكنها من رد بعض ما هي مدينة له به ؟
10 years ago